شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

1.0 - المصدر الأوَّل: الفهرست

”فمن كان يأخذ عن الله، لا عن نفسه، كيف ينتهي كلامه أبدًا! فشتان بين مؤلف يقول: حدثني فلان رحمه الله، عن فلان رحمه الله، وبين من يقول: حدثني قلبي عن ربي! وإن كان هذا رفيع القدر؛ فشتان بينه وبين من يقول: حدثني ربي عن ربي، أي حدثني ربي عن نفسه! وفيه إشارة (إلى أنّ) الأوّل الربّ المعتقد والثاني الربّ الذي لا يتقيّد، فهو بواسطة لا بواسطة، وهذا هو العلم الذي يحصل للقلب من المشاهدة الذاتية التي منها يفيض على السرّ والروح والنفس. فمن كان هذا مشربه كيف يعرف مذهبه! فلا تعرفه حتى تعرف الله، وهو لا يُعرف تعالى من جميع وجوه المعرفة، كذلك هذا لا يُعرف فإنّ العقل لا يدري أين هو‏.“

الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي (الفتوحات المكية، ج1ص57).

إنَّ رسالة فهرس المصنفات من أقدم وأهم الوثائق التاريخية التي يمكننا الاعتماد عليها لإحصاء بعض كتب الشيخ الأكبر، الذي كتبها سنة 627 هجرية، بناءً على طلب أحد إخوانه، كما ذكر في مقدمتها. بخلاف الإجازة التي كتبها للملك المظفر، لا ندري على الحقيقة من هو هذا الشخص الذي كُتب له هذا الفهرس، ولا ندري كذلك التاريخ الدقيق الذي كتب فيه على التحديد، مع أنَّ إبراهيم بن عبد الله القارئ البغدادي يشير في "مناقب بن عربي" إلى أنَّ الشيخ ربما يكون قد كتب هذا الفهرس في مكة المكرَّمة، أي حوالي سنة 600 هـ، ولكنَّ هذا غير ممكن لأنَّه يضمُّ الكثير من العناوين التي كُتبت بعد ذلك، مثل فصوص الحكم. لكن بعض الدارسين يرجح أنَّ الشيخ كتب هذا الفهرس لربيبه وتلميذه صدر الدين القونوي، والذي نسخه بخطه سنة 627 هـ بدمشق، بحسب مخطوطة يوسف آغا 7838، وهي أقدم نسخة موجودة بين أيدينا كما سنرى بعد قليل. كما توجد مخطوطات أخرى كثيرة، ولكنها قد تختلف عن بعضها بشكل طفيف بسبب أخطاء النسخ، وكذلك بسبب إضافة بعض الكتب، من قبل النسَّاخ، والتي ربما يكون الشيخ قد ألَّفها بعد ذلك التاريخ، أو ربَّما قبله ولم يذكرها، لأنَّه صرَّح بوضوح أنَّ إحصاءه في ذلك الوقت لم يكن شاملاً، ولم يسرد سوى الكتب التي أمكنه أن يتذكَّرها في تلك العجالة. يتراوح عدد الكتب المذكورة في المخطوطات والطبعات المختلفة ما بين 248 إلى 255 كتاباً، موزعة على موضوعات مختلفة مثل الحديث والتفسير وعلوم الأسرار والحقائق.

يقسم الشيخ الأكبر هذه الكتب بشكل تقريبي وفق الموضوع، ويقول إنّ هناك العديد منها لم تُذع ولم تَنتشر بين الناس لأنه كان قد أودعها عند شخص لأمر طارئ، ربما أثناء سفره إلى المشرق، ولم يردَّها له بعد، حتى وقت كتابة هذه الرسالة. ولكن يُلاحَظ أنَّ العديد من هذه الكتب هي الآن موجودة ومنتشرة. ويقرر الشيخ أيضاً أن هذا الإحصاء لكتبه ليس إحصاءً شاملاً، فهو يذكر فقط تلك الكتب التي أمكنه أن يتذكر عناوينها في ذلك الوقت.

كذلك يحدد الشيخ الأكبر أنَّ بعض هذه المؤلفات قد أخرجها للناس، في حين أنَّ بعضها الآخر لم يحن وقت إخراجه بعد، وأغلب ذلك من الكتب التي تدور حول علوم الأسرار، والتي لا تزال مفقودة حتى الآن. من ضمن ذلك أيضاً كتاب "فصوص الحكم"، الذي يستدلُّ بعض الباحثين على عدم صحة نسبته إلى الشيخ الأكبر محي الدين، بسبب عدم ذكره في الفتوحات المكية، مع أنه مذكور بشكل واضح في الفهرس، وخاصة تلك النسخة التي بخط الشيخ صدر الدين القونوي، وهي مخطوطة يوسف آغا 7838، ومذكور أيضاً في الإجازة إلى الملك المظفر، وفي إجازة وسماعات القونوي، كما سنرى بعد قليل. من أجل ذلك نجد أنَّ من يعترض على الفصوص يعترض كذلك على الفهرس والإجازة ويشكك في نسبتهما للشيخ، دون أدنى سبب منطقي، ورغم وجود العشرات من المخطوطات التاريخية والحديثة التي تؤكد ذلك.

1.1- صحة نسبة الفهرس للشيخ محي الدين

1.2- المخطوطات والطبعات المتوفرة للفهرس

1.3- وصف نسخة القونوي والسماع الذي عليه

1.4- عدد المصنفات المذكورة في الفهرس

1.5- نص رسالة الفهرس