شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

0.2.5 - نتائج أرشيف الجمعية في أوكسفورد

كما نوَّهنا أعلاه، بعد هذه النتائج التي استخلصها عثمان يحيى، من خلال دراسته التي أجراها في منتصف القرن الماضي، ظهرت العديد من الدراسات، وجمعت الكثير من المخطوطات، ونشرت العديد من فهارس المكتبات العالمية التي لم تكن متوفرة في ذلك الوقت، خاصة بعد تطور تقنيات التصوير والنشر الإلكتروني في العقود الثلاثة الأخيرة. ومع ذلك، رغم هذه التطورات العظيمة، لم يرتفع عدد الكتب المنسوبة للشيخ محي الدين فوق ما هو مذكور في القوائم السابقة، بل ربَّما نقص هذا العدد بسبب زيادة الدقَّة في البحث وتوفّر مراجع أكثر توضح الأصول الصحيحة لبعض هذه الكتب، فيما إذا كانت فعلاً للشيخ محي الدين أو بعض أتباعه أو بعض الشيوخ الآخرين.

وكما نوّهنا أعلاه، فقد قامت جمعية محي الدين ابن العربي في أوكسفورد، بدءً من سنة 2001، وبدعم من جمعية المخطوطات الإسلامية، بمشروع الأرشيف الذي يهدف لجمع المخطوطات الخاصة بالشيخ محي الدين. وفي سنة 2012، في العدد 52 من مجلة الجمعية، نشرت دراسة توضح أهم النتائج التي يمكن استخلاصها من هذا الأرشيف الذي استطاع أن يجمع معلومات عن 2800 مخطوطة، منها 1664 تتعلق بالشيخ محي الدين والباقي ببعض أتباعه.

وبخلاف العمل الذي قام به عثمان يحيى، والذي كان يهدف إلى جمع العناوين المنسوبة للشيخ محي الدين وفحصها، فإنّ هذا الدراسة كانت تهدف إلى إصدار قوائم بالكتب المؤكد نسبتها للشيخ وخاصة تلك المخطوطات الأصلية المكتوبة بخط يده أو المخطوطات المنقولة مباشرة عن الأصل.

وبخلاصة هذه الدراسة، نجد أن هناك 84 كتاباً من المؤكّد نسبتها للشيخ الأكبر، بشكل قطعي ودون أدنى شك، ويضاف لها 11 كتاباً آخر يغلب الظنّ أنها فعلا له، فيكون مجموعها 95 كتاباً، ولا يزال الكثير منها غير منشور، ونحن نتكلم هنا فقط عن الكتب الموجودة بالفعل، وليس العناوين المذكورة في الفهارس أو المراجع الأخرى، والتي لا يزال أغلبها مفقوداً. من ضمن هذه الكتب، هناك حوالي خمسين مخطوطة مكتوبة بخط الشيخ محي الدين نفسه، أو بخط أحد أصحابه المقربين. وهناك كذلك حوالي 160 نسخة منقولة عن أصل، يُضاف لها حوالي 35 نسخة أخرى ربما تكون كذلك. ومن ضمن هذه النسخ، هناك 46 مخطوطة منسوخة خلال حياة الشيخ محي الدين، و117 مخطوطة منسوخة خلال حياة ربيبه الشيخ صدر الدين. وفي المجموع هناك حوالي 265 مخطوطة منسوخة قبل سنة 730 هـ، أي قبل وفاة الشيخ عبد الرزاق القاشاني والشيخ مؤيد الدين الجندي، وهما من كبار الشيوخ الذين كان لهم دور كبير في انتشار المدرسة الأكبرية. لكنَّ هذا العدد الأخير، 265، فيه الكثير من المخطوطات المختلفة لنفس المصنَّف، وبالتالي يبقى عدد الكتب الموجودة بالفعل أقل من ذلك بكثير.

أمَّا بالنسبة للكتب المؤكدة، فيوجد منها 71 كتاباً له مخطوطات أصلية مكتوبة بخط الشيخ محي الدين، أو منسوخة عن أصل وعليها سماعات موثقة من قِبله، وهناك 13 كتاباً آخر لا تتوفر لها مثل هذه المخطوطات التاريخية، ولكن هناك أدلة أخرى دامغة تؤكد نسبتها للشيخ، ويضاف لها 11 كتاباً يوجد لها أدلّة كافية وكثيرة، ولكنها ليست دامغة. فيكون المجموع 95 كتاباً كما ذكرنا أعلاه، ولحسن الحظ، تشمل هذه القائمة أكثر الكتب المشهورة للشيخ محي الدين، مثل الفتوحات والفصوص والديوان وترجمان الأشواق، وغيرها من الكتب المنشورة، وهناك أيضاً عدد كبير من الكتب الأخرى غير المنشورة والتي تنتظر التحقيق. جميع ذلك يؤكد، بما لا يدع أيَّ مجال للشك، صحة نسبة هذه الكتب الرئيسية المعروفة، ولكن ينبغي توخي الحذر الشديد من بعض الرسائل الصغيرة التي نُشرت باسم الشيخ محي الدين وهي ليست له، كما سنذكرها داخل الكتاب.

أما عدد الكتب التي تُنسب أيضاً للشيخ محي الدين في حين لا نملك أدلة كافية لتأكيد هذه النسبة، فهي 62 كتاباً، وذلك من ضمن الكتب الموجودة بالفعل وليس فقط العناوين المذكورة في الفهارس والمراجع التاريخية.

وأما الكتب التي تُنسب كذلك للشيخ محي الدين في حين تؤكد الأدلة أنها ليست له، فهي 73 كتاباً، وأغلبها كُتبت بعد وفاة الشيخ، ونسبت له خطأً، ربما بسبب فقدان صفحة العنوان، ولكن هناك دلائل واضحة داخل نص الكتاب تنفي صحة هذه النسبة، كأن يُشير المؤلف إلى أحداث تاريخية حدثت بعد وفاة الشيخ محي الدين رضي الله عنه.

طبعاً، جميع هذه القوائم تشمل فقط المخطوطات التي تمَّ فحصها بالفعل، وهي 2800 مخطوطة، وربما يكون هناك بعض الكتب الأخرى في المكتبات العالمية أو ضمن مجموعات أخرى خاصة لم يتم فحصها.