شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

ليس من السهل تتبع أثر الشيخ محي الدين خارج العالم الإسلامي، حيث إن العديد من المثقفين الأوروبيين في العصور الوسطى وبداية العصر الحديث كانوا مترددين كثيرًا في الاستشهاد بالمصادر التي استنبطوا منها مذاهبهم الفلسفية، خاصة عندما كانوا يعتمدون بشكل كبير على ما سبق من العلماء المسلمين. ومع ذلك، ففي وقت مبكر من القرن الماضي، أظهر الكاهن الروماني الكاثوليكي ميغيل آسين بالاسيوس (1871-1944) أن الشاعر والفيلسوف الإيطالي الشهير دانتي أليغييري (1265-1321)، المولود بعد خمسة وعشرين عامًا من ابن العربي، اعتمد بشكل كبير على كتبه لكتابة قصيدته الملحمية الضخمة "الكوميديا الإلهية"، التي لعبت دورًا فعالًا في تشكيل الفكر الأدبي في الثقافة الأوروبية.

وعلى كل حال، فقد بدأ المستشرقون دراسة أعمال الشيخ الأكبر الأعظم رسميًا فقط في العقود الأخيرة، أو ربما منذ بداية القرن الماضي، كما سنصف بمزيد من التفصيل في الفقرة 3.4، على الرغم من أن بعضهم حاول التمويه أيضًا من خلال وصفه على أنه "وفي إسباني" أو من "أصل إسباني"!

علاوة على ذلك، نجد أن بعض الكتاب أعلنوا أنه "من أصل إسباني وقد تلقى تعليمه فن خلال الثقافة الإسبانية." كما يمكننا أن نقرأ في مقالة منشورة في الموسوعة البريطانية تحت عنوان "دليل الإسلام" [cite:smith2107islamic, p54]. كذلك فقد اقترح مؤلفون آخرون، مثل ستيفن شوارتز، في "الإسلام الآخر: الصوفية والطريق إلى الوئام العالمي"، أن الصوفية هي استيلاء إسلامي على التقاليد الصوفية المسيحية، مؤكدًا أن "الصوفية الإسبانية لابن العربي افتتحت إسلامًا أوروبيًا حقيقيًا"، وهو الأمر الذي صار نموذجًا للمسلمين المعتدلين فيما بعد، كما يدعي [citep:schwartz2008other, p63]!