شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

1.0 - العِشاء: بين المحبين والمنتقدين، بعد وفاة الشيخ محي الدين سنة 638/1240

أفلت شمسنا بمغرب ذاتي
***
فدعاني إلى الصلاة الشهيدُ
فتوضأتُ ثم جئتُ إليه
***
من قريبٍ، وإنه لبعيدُ
قلت: ربي، فقال: لبيك عبدي،
***
أين حمدي؟ فقلت: أنت الحميدُ
فافتتحنا به، فردَّ علين
***
مثله، واكتفى، وكان المزيدُ
وتدانى، فكان مني كأني،
***
ثم ولّى، فقلت: أين تريدُ
قال: تمضي، فإن قومك جاؤو
***
ومُقامي مع الكيان شديدُ
قم فحيّيهم، فقلت: السلامُ،
***
وبقلبي من الفراق وقودُ
ما ألذّ الخلوّ بالله ليلاً
***
لو يصح المقصود صح الوجودُ
فاستمع رمز ما أغار عليه،
***
يا حبيبي، وإنني لكنودُ
يشبه العسجد الكريم وجودي
***
وهو شخصُ وجْدي منه الوريدُ
لو رأى عالِماً به، لا بذاتي،
***
لتوالى عليّ منه الشهودُ
فأنا عالمٌ به وبذاتي
***
فوصالٌ وقتاً، ووقتاً صدودُ

ابن العربي (التنزلات الموصلية، ص 323) ... وانظر التعليقات على هذه القصيدة في الفقرة 1.5 في نهاية هذا الفصل.

لاشك أن الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي كان من أكبر المفكرين الصوفيين في الإسلام. فعلى الرغم من الهجوم الشديد الذي تبّنته بعض المراجع الدينية على أفكاره وتعاليمه وكتبه، إلا أنه لا تزال الإشادة به ترتفع في كل مكان من قبل الناس ومن جميع المراتب، وفي مناطق العالم الإسلامي كافة، في الشرق الأوسط وتركيا وشمال إفريقيا وبلاد فارس وباكستان والهند وإندونيسيا، بالإضافة إلى العالم الغربي، سواء بين المسلمين وغير المسلمين. فلا يوجد أدنى شك أنه أصبح من أبرز الشخصيات العالمية، ولا تزال أعماله مستمرة في التأثير على المثقفين من كل ثقافة ودين في العالم، وفي نطاق واسع من الموضوعات في شتى مجالات العلوم والفنون والعلوم الإنسانية.

في غضون عقود من وفاته، وحتى خلال حياته، انتشر التأثير الدائم لتعاليمه وآرائه العميقة، والتي لا يمكن فهمها بسهولة، في كل أنحاء العالم الإسلامي، وخاصة بين الطرق الصوفية. فهو المثال الرائد الأول لجميع الصوفيين اللاحقين، الذين تأثروا بشكل مباشر أو غير مباشر بالحكم الإلهية المتناثرة في العديد من كتبه ذات المجلدات المتعددة أو الرسائل الأخرى القصيرة.

في القرون التالية بعد وفاته، رحمه الله، أصبح العديد من طلابه وأتباعه علماء مشهورين ومؤلفين غزيرين وشيوخ صوفيين، مثل صدر الدين القونوي وعبد الرزاق القيشاني وعبد الكريم الجيلي، وعبد الغني النابلسي، وعبد الوهاب الشعراني، وغيرهم من العلماء والمفكرين، وسوف نذكر العديد منهم في الفصل الثاني من هذا الجزء.

1.1- الخلاف التاريخي حول تراثه

1.2- بعض العلماء الذين يعارضون الشيخ الأكبر

1.3- القضايا الدينية الرئيسية موضع الخلاف

1.4- العلماء الذين يمدحونه

1.5- تعليقات على القصيدة الافتتاحية