1.0 - العِشاء: بين المحبين والمنتقدين، بعد وفاة الشيخ محي الدين سنة 638/1240
ابن العربي (التنزلات الموصلية، ص 323) ... وانظر التعليقات على هذه القصيدة في الفقرة 1.5 في نهاية هذا الفصل.
لاشك أن الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي كان من أكبر المفكرين الصوفيين في الإسلام. فعلى الرغم من الهجوم الشديد الذي تبّنته بعض المراجع الدينية على أفكاره وتعاليمه وكتبه، إلا أنه لا تزال الإشادة به ترتفع في كل مكان من قبل الناس ومن جميع المراتب، وفي مناطق العالم الإسلامي كافة، في الشرق الأوسط وتركيا وشمال إفريقيا وبلاد فارس وباكستان والهند وإندونيسيا، بالإضافة إلى العالم الغربي، سواء بين المسلمين وغير المسلمين. فلا يوجد أدنى شك أنه أصبح من أبرز الشخصيات العالمية، ولا تزال أعماله مستمرة في التأثير على المثقفين من كل ثقافة ودين في العالم، وفي نطاق واسع من الموضوعات في شتى مجالات العلوم والفنون والعلوم الإنسانية.
في غضون عقود من وفاته، وحتى خلال حياته، انتشر التأثير الدائم لتعاليمه وآرائه العميقة، والتي لا يمكن فهمها بسهولة، في كل أنحاء العالم الإسلامي، وخاصة بين الطرق الصوفية. فهو المثال الرائد الأول لجميع الصوفيين اللاحقين، الذين تأثروا بشكل مباشر أو غير مباشر بالحكم الإلهية المتناثرة في العديد من كتبه ذات المجلدات المتعددة أو الرسائل الأخرى القصيرة.
في القرون التالية بعد وفاته، رحمه الله، أصبح العديد من طلابه وأتباعه علماء مشهورين ومؤلفين غزيرين وشيوخ صوفيين، مثل صدر الدين القونوي وعبد الرزاق القيشاني وعبد الكريم الجيلي، وعبد الغني النابلسي، وعبد الوهاب الشعراني، وغيرهم من العلماء والمفكرين، وسوف نذكر العديد منهم في الفصل الثاني من هذا الجزء.