شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

2.2.22 - الفقير الزاهد أبو محمد عبد الله القطان (إشبيلية/قرطبة)

ولقد كان الشيخ محي الدين يعطف على الفقراء والزهّاد الذين كانوا غالبا ما يتعرضون للإهانة من قِبل الأمراء والوزراء بسبب معارضة الفقهاء لهم. فكان الفقهاء غالباً ما يداهنون الوزراء ويعينونهم على ظلمهم، الأمر الذي لا يمكن لأهل طريق الله أن يفعلوه أو أن يسكتوا عنه فيحصل الخلاف. وهذا ما حصل مع الشيخ أبي محمد عبد الله القطان الذي كان يردّ على كلام السلاطين ولا يخشى في الله لومة لائم مهما عرّض نفسه للقتل أو للسجن. ولقد ذكر الشيخ الأكبر قصة عبد الله القطان في رسالة "روح القدس" وهو من أوائل الذين استفاد منهم في الطريق، فقال إنه كان من المفتوح عليهم في القرآن؛ لا يتكلم إلا بالقرآن ولا يرى غيره، ولم يكتب كتابا، وكان يقول في جماعة من المؤلفين رآهم بمدينة قرطبة: "مساكين أصحاب المصنَّفات والتآليف ما أطول حسابهم، في كتاب الله مَقْنع وفي حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم". وكان يصدع بالأمر لا تأخذه في الله لومة لائم، يردُّ كلام السلاطين في وجوههم أقبح الردّ، له صولةٌ يرمي من شاء بالحق ولا يبالي. عرّض بنفسه للقتل من كثرة سبّه لأفعال السلاطين وما هم عليه من مخالفة الشريعة. وكان يحافظ على صاحبه، لم يتنعم قط ولا جمع بين درهمين. وكان يقول: عجبت لمن يطلب ما يركب وهو لم يشرع في شكر ما أكل وما لبس. وكان لا يزيد على الحاجة شيئاً في مأكله وملبسه، وكان قاصما للجبّارين ما تفوته غزوة قطّ في الروم راجلا بغير زاد.[129]

2.2.22.1- القبض على الشيخ القطّان

2.2.22.2- استضافته في بيته ونصيحته لأبيه