شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

2.2.14 - من هو هذا الصبي

وكما بيّن ستيفين هرتنشتاين في تعليقه على هذه القصة[87]أنه من غير المستبعد أن يكون هذا الصبيّ هو ابن العربي نفسه لأن الشيخ محي الدين كثيرا ما يتحدث عن نفسه باستعمال ضمائر الغائب. وهذا أمرٌ مستساغٌ جداً لأن هذا الوصف ينطبق عليه كونه كان لا يزال بعد "صبيا صغيرا لم يدر ما هذا الطريق" وكذلك فإن تعليق الشيخ أبي محمد عبد الله الطائي وضحكه على سؤال الصبي عن "الشونيز الأبيض" يشير إلى أنه كان يمازحه مما يعني أنه يعرفه جيدا وربما اعتاد على ممازحته من قبل. وكذلك فإن جواب الصبي القاسي ربما لم يكن فقط ردّا على ضحك الشيخ من جهل الصبي بأسماء الأعشاب الطبية، ولكنه ربما كان يعرف عنه أكثر من ذلك بكثير وأنه كان رغم تقدم سنّه لا يزال يلهو ويعرض عن الله تعالى. فكل ذلك يعني أن هناك علاقة قوية بين الصبي والشيخ عبد الله الطائي، ولا يُستبعد أبدا أن يكون هذا الصبي هو محمد ابن أخيه. وهذا أيضاً يتطابق مع كون عبد الله الطائي قد مات قبل أن يدخل محمد الطريق وأن هذه القصة قد حصلت قبل وفاته بثلاث سنوات، وسنجد بعد قليل أن الشيخ محي الدين قد دخل الطريق في عمر مبكر جدا ربما لا يُجاوز الخامسة عشر وأنّه كان يرافق أهل الله منذ صغره.