شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

0.2.3 - التسلسل التاريخي للأحداث

لقد حاولت جاهداً أن أرتّب فقرات هذا الكتاب حسب الترتيب التاريخي نفسه للأحداث في حياة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي، ولكن ذلك لا يمكن أن يحصل بشكل دقيق أبداً نظراً لافتقارنا إلى المراجع الكافية واعتمادنا بشكل كامل تقريبا على التواريخ التي ذكرها الشيخ رضي الله عنه، وهو في كثير من الأحيان يذكر حوادث من غير تاريخ وأحيانا من غير تحديد المكان أو البلد. ومع ذلك فإن التواريخ التي ذكرها الشيخ الأكبر كافية لإعطاء تسلسل تاريخي دقيق للأحداث الرئيسية في حياته. فنحن لا نشك في تواريخ أسفاره الرئيسية وتنقلاته بين بلدان الأندلس والمغرب والمشرق (مصر ومكة والشام) وبلاد الروم، وعلى ذلك اعتمدنا في تقسيم هذا الكتاب إلى الفصول التي ذكرناها أعلاه. ولكن ترتيب الأحداث في كل منطقة من هذه المناطق التي أقام فيها الشيخ محي الدين لا يمكن أن يبلغ الدرجة الكاملة من الدقة أبدا، ولذلك لا بدّ من التقريب، المعتمد على التخمين الذي قد يخطئ وقد يصيب.

من أجل ذلك ذكرنا أسماء المدن والتاريخ الذي تعود إليها كل فقرة من فقرات هذا الكتاب في عنوان الفقرة بين قوسين إذا كان ذلك معلوماً، وبدقة اليوم والليل والنهار أو الشهر، أو على الأقل السنة، إن كان ذلك ممكناً. وفي حال عدم التأكد من التاريخ وضعنا إشارة التقريب قبل المكان أو الزمان الذي نذكره، وذلك فقط عندما توجد دلائل واضحة على ذلك. أما إذا لم يكن تحديد المكان والزمان ممكناً أبداً، فقد تركنا عنوان الفقرة من غير تحديد، ولكن وضعناها ضمن تسلسلها الطبيعي بين الفقرات الأخرى، على أحسن تخمين. أما إذا لم نكن متأكدين مطلقاً من مكان وتاريخ الحادثة، فسوف ننوّه إلى ذلك أثناء ذكرها، ولا يمكن أبداً أن ندّعي أننا بلغنا الكمال في ذلك، فالخطأ وارد.

وبهذه الطريقة، نتمنى أن نتمكن من تتبع خطوات ابن العربي طوال حياته، في حلّه وترحاله، بدقة  عالية، ولكن لا يمكننا أبدًا التظاهر بأن هذا سيكون مثالي، لأن بعض الأخطاء لا تزال محتملة.

ولقد حاولت أن أضع التاريخ الميلادي إلى جانب التاريخ الهجري الذي هو الأصل، ففعلت ذلك في أغلب الأحيان، إلا عندما لا يكون هناك داعٍ لذلك، حيث نذكر التاريخ الهجري فقط من غير إشارة (هـ) إلا إذا لزم الأمر وكان هناك احتمال لبعض الإشكال. وفي بعض المواضع وضعنا فقط التاريخ الميلادي وخاصة للأحداث التي كانت قبل الهجرة أو قبل الإسلام، وفي هذه الحالة نشير إليها بالحرف (م) إلا إذا كان الأمر بيّن من غير ذلك. ولكن لا بدّ من الإشارة إلى أن التحويل من السنة الهجرية إلى السنة الميلادية قد يتضمّن خطأً قد يزيد عن مقدار عام، وذلك عندما لا نعرف عن أي جزء من السنة نتكلم، ولكن مرجعنا دائما في هذا الكتاب إلى التأريخ الهجري وليس الميلادي، وإنما وضعنا التاريخ الميلادي للتقريب.