شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

6.6 - وفاته رحمه الله (دمشق، 22 ربيع الثاني 638/1240)

بعد حوالي ثمان وسبعين سنة (هجرية) من الهجرة والعبادة والعمل والتدريس والتأليف والترحال، وبعد أن قطع ما يزيد عن خمس وعشرين ألف ميل (أي ما يعادل دورة واحدة حول الكرة الأرضية) من الفيافي والسهول والجبال، وبعد أن أدى الشيخ أسمى رسالة في نقل تجربته الروحية الفريدة التي كانت وستكون مثالا للأجيال من النساء والرجال، عرجت روح ابن العربي الطاهرة إلى بارئها، كما رجعت إلى ترابها ومائها الأوصال. ولكنّ ذكره ما زالت تتعطر بطيبه النفوس، وبحار علومه ما زالت تجول في عرضها وتغوص في أعماقها العقول والقلوب والأسرار، فكما قال الله تعالى في سورة الرعد [b]((... فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ [17]))[/b].

image021.jpg

قبة الحجرة التي فيها مقام الشيخ محي الدين في مسجده في دمشق

ففي ليلة يوم الجمعة الثاني والعشرين[926]من ربيع الآخر سنة 638 (الموافق 9 تشرين الثاني نوفمبر 1240 للميلاد)[927]توفي الشيخ محي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي رضي الله عنه عن عمر يقارب الثمانية والسبعين سنة قمرية (سبع وسبعين سنة و سبعة شهور وخمسة أيام) وهو يزيد عن الخمس والسبعين سنة شمسية (خمس وسبعون سنة وثلاثة شهور واثني عشر يوما)، وكانت وفاته في دار القاضي محي الدين ابن الزكي، وغسله الجمال ابن عبد الخالق ومحي الدين، وكان عماد الدين ابن النحاس يصب عليه الماء، وحُمل إلى جبل قاسيون ودُفن رحمه الله تعالى بتربة بني الزكي في سفح الجبل،[928] ويوجد قبره الآن في طرف المسجد الذي بناه السلطان سليم العثماني حين فتح دمشق سنة 922/1516، وتسمى المنطقة التي فيها ضريحه باسم منطقة أو حيّ الشيخ محي الدين.