شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

6.5.33 - تلبيس الخرقة لبعض النساء

ذكرنا من قبل أن الشيخ محي الدين لم يكن يعتقد بلباس الخرقة كما جرت عليه عادة الصوفية، ولكنه لمّا لبسها في إشبيلية وفي فاس وفي الموصل من يد رجال لبسوها عن طريق سلسلة من الشيوخ تعود إلى الخضر عليه السلام، حينئذ أصبح يقول بها فلبسها وألبسها عدداً من مريديه. ويبدو أنه لما استقر في دمشق وتكاثر حوله المريدون تكاثرت طلبات لباس الخرقة عليه فألبسها لبعضهم كما ذكر في الديوان الكبير.

ونلاحظ أن أكثر الذين ألبسهم الخرقة كانوا من النساء من أهله وأقربائه وغيرهم؛ فمنهم مثلا حفيدته صفيّة وهي بنت ابنته زينت التي تحدثنا عنها في الفصل الخامس، وكذلك ألبس الخرقة لبعض النساء اللاتي لا نعرف نسبتهن له ومن غير المستبعد أن يكونوا من الجيران أو من بني الزكي الذين كانوا يحتفون به كثيرا كما ذكرنا. فذكر أنه ألبس الخرقة لـ"فاطمة"، و"صفية" و"ست العيش" و"دنيا" (ويدعوها ابنته) و"شرف" و"ست العابدين" (في مكة المكرّمة) و"بنت زكي الدين" و"أم محمد" و"زمرد" و"زينب" و"جميلة" وغيرهن.[921]وربما لكون أكثر الذين ألبسهم الخرقة كانوا من النساء كان ذلك يتم في المنام على الأغلب، وتجدر الإشارة إلى الشيخ محي الدين رضي الله عنه كان في هذه المرحلة يقارب السبعين سنة من العمر وربما يزيد.

فقال مثلا في الديوان الكبير:[922]

لبست صفيّة خرقة الفقراء
وأتت بكلّ فضيلة وتنزّهت
وتكاملت أخلاقها وتقدّست
جاءت لها الأرواح في محرابها
وهي الحَصان فما تزنّ بريبة
نزلت تبشّرها ملائكة السم

لمّا تحلّت حلية الأمناء
عن ضدّها فعَلت[923] عن النظراء
وتخلّقت بجوامع الأسماء
فهي البتول أخيّة العذراء[924]
وهي الرّزان شقيقة الحمراء
ليلاً بنيل وراثة النبّاء