شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

6.5.26 - القاضي شمس الدين أحمد بن مهذب الدين خليل الخُويِّي (دمشق)

ذكرنا من قبل أن الشيخ محي الدين قد عُرضت عليه مناصب في الدولة ولكنه رفضها وآثر التفرّغ لله تعالى. فلقد نبّه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على خطورة ذلك، فقال مثلا في الحديث: "من ولي القضاء فقد ذبح نفسه بغير سكين."[912]

ولكن هذا لا يعني أنه لا يجوز العمل في مصالح المسلمين، ولكن مثل هذه الأحاديث تنبّه إلى خطورة المسألة وأنه لا يجوز التهاون فيها. فيقول الشيخ محي الدين في الباب الواحد وثمانين وثلاثمائة أثناء حديثه عن أهمية الرؤيا أنه رأى رؤيا لقاضي دمشق شمس الدّين أحمد بن مهذّب الدّين خليل الخويي عندما ولي القضاء بدمشق أن قائلا يقول له في النوم: "إن الله قد خلع عليك ثوباً نقيّاً سابغاً فلا تدنّسه ولا تقلّصه!" فلما استيقظ الشيخ ذكرها له ودعا له الله أن يجعله ممن حفظ الوصية الإلهية.[913]

والخُوَيِّيّ ( 583/1187-637/1240) هو أحمد بن الخليل بن سعادة بن جعفر بن عيسى البرمكي، شمس الدين أبو العباس الخويي، قاضي قضاة الشام، أصله من أذربيجان ورحل إلى خراسان، ثم تلقى العلم على أكابر علماء بغداد وحلب ودمشق، فبرع واشتهر حتى ولي منصب قاضي القضاة بالشام بالإضافة إلى التدريس بالمدرسة العادلية، وكان فقيهاً شافعياً، متكلِّماً، عارفاً بالطب والحكمة والعروض.[914]