شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

6.5.12 - لقاؤه بالقزويني (دمشق، 630/1233)

يقول عالم الجغرافيا العربي القزويني في كتابه "آثار البلاد وأخبار العباد" أنه لقي الشيخ محي الدين في دمشق سنة 630 وحكى له بعض القصص التي حصلت معه. ففي ذكره لإشبيلية يقول القزويني "ينسب إليها الشيخ الفاضل محمد ابن العربي الملقب بمحي الدين، رأيته بدمشق سنة ثلاثين وستمائة، وكان شيخاً فاضلاً أديباً حكيماً شاعراً عارفاً زاهداً. سمعت أنه يكتب كراريس فيها أشياء عجيبة. سمعت أنه كتب كتاباً في خواص قوارع القرآن."

ثم يضيف: "ومن حكاياته العجيبة ما حكى أنه كان بمدينة إشبيلية نخلة في بعض طرقاتها، فمالت إلى نحو الطريق حتى سدّت الطريق على المارّين، فتحدّث الناس في قطعها حتى عزموا أن يقطعوها من الغد؛ قال: فرأيت رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، تلك الليلة في نومي عند النخلة، وهي تشكو إليه وتقول: يا رسول الله إن القوم يريدون قطعي لأني منعتهم المرور ! فمسح رسول الله، عليه السلام، بيده المباركة النخلة فاستقامت، فلما أصبحت ذهبت إلى النخلة فوجدتها مستقيمة، فذكرت أمرها للناس فتعجبوا منها واتخذوها مزاراً متبركاً به!"[884]

والقزويني هو أبو عبد الله زكريا بن محمد القزويني، ينتهي نسبه إلى أنس بن مالك عالم المدينة. ولد بقزوين في حدود سنة 605/1208، وتوفي سنة 682/1283. اهتم بعلم الفلك والطبيعة وعلوم الحياة، وله نظريات في علم الرصد الجوي. أشهر مؤلفاته كتاب "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" وكتاب "آثار البلاد وأخبار العباد".[885]