شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

6.5.6 - مبشرة كلام الله (سورية، 20 ربيع الأول 628/1231)

يذكر الشيخ محي الدين رضي الله عنه أنه في هذه السنة كلّمه الله تعالى من غير واسطة في نفس البقعة المباركة التي كلّم الله سبحانه فيها موسى عليه السلام تكليما، وذلك من بلّة (أي بقعة رمل مبلولة بالماء) على قدر الكف وكان كلاماً لا يكيَّف ولا يشبه كلام مخلوق، بل كان عين الكلام هو عين الفهم من السامع.

ويذكر الشيخ محي الدين في الوصايا في الباب الأخير من الفتوحات المكية أنّ من ضمن ما فهمه من الله تعالى في هذه المبشرة:

كن سماء وحيٍ وأرض ينبوعٍ وجبل تسكينٍ فإذا تحركت فلتكن حركة إحياءٍ وسطيةٍ[866]بتحريكٍ عن وحيٍ سماوي.

ثم يقول ابن العربي أنه وقع في نفسه نظمٌ فكان ينشد:

جعلت فيّ الذي جعلتا
وأنت تدري بأن كوني
فكل فعل تراه مني

وقلت لي أنت قد عملتا
ما فيه غير الذي جعلتا
أنت إلهي الذي فعلتا[867]

وكذلك يقول الشيخ محي الدين في الباب الواحد والسبعين عند حديثه عن حكم القبلة للصائم أن هذا نقيض مسألة موسى عليه السلام فإنه طلب الرؤية بعدما حصل له الكلام، فالمشاهدة والكلام لا يجتمعان في غير التجلي البرزخيّ وهو كان مقام شهاب الدين عمر السهرورديّ كما ذكرنا من قبل في الفصل الخامس. ثم يضيف أن هذا المقام الموسويّ قد ذاقه في الموضع الذي ذاقه موسى عليه السلام غير أنه ذاقه في بلّة في الرمل على قدر الكف وذاقه موسى عليه السلام في حاجته وهي طلبه النار لأهله، فيقول الشيخ الأكبر: "ففرحت حيث كان ماءً".[868]

وفي مخطوطة بيازيد من كتاب المبشرات يذكر الشيخ محي الدين أيضاً هذه المبشرة ولكنه يحدد تاريخ حدوثها أنه كان العشرين من ربيع الأول سنة 628.[869]