شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

6.2.3 - الوضع الاجتماعي والديني في تلك الفترة

مثلما كان الوضعي السياسي مستقراً إلى حدّ جيد، كذلك كان الوضع الاجتماعي؛ فشهدت دمشق في هذه الفترة انتعاشاً كبيراً على صعيد الحرية الدينية وقدم إليها العديد من العلماء من شتى أنحاء العالم الإسلامي، إما لطلب العلم أو لطلب المعيشة، حيث وجدوا فيها الملاذ الآمن لهم من غير أن يتعرّض لهم أحد بسوء، بل كان أهل الشام يتلقونهم برحابة صدر وحسن ضيافة. وانتعشت حركة التصوف وخاصة في بداية حكم صلاح الدين مع أن هذا الوضع استمر طويلا في عهد خلفائه.

كان المذهب الشائع في دمشق وعموم بلاد الشام هو المذهب الشافعي، وكان من ضمن المناصب الدينية المهمة منصب قاضي القضاة الذي كان مسؤولاً عن تطبيق الشريعة الإسلامية في شتى أنحاء البلاد بالإضافة إلى الحكم في القضايا المهمة. وكان من أهم القضاة الذين تولّوا هذا المنصب محي الدين بن الزكي في عهد صلاح الدين ثم العديد من أحفاده من بعده فاشتهرت عائلة بني الزكي بهذا المنصب. وكما سنرى كان لهذه العائلة المشهورة فضل على الشيخ محي الدين حيث استضافوه عندهم حتى إنه عندما توفي دفن في تربتهم.