شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

1.7.1.4 - يعقوب المنصور بن يوسف (580/1184-595/1199)

ولما استشهد يوسف بن عبد المؤمن سنة 580/1184 خلفه ابنه أبو يوسف يعقوب المنصور الذي كان يجمع إلى عظمة السلطان السياسي رسوخ العقيدة، وشدة الحرص على أحكام الشريعة وسنتها، وبالرغم من أنه لم يكن من الغلاة في تقدير تراث بن تومرت وتعاليمه وقد أحدث ما يمكن أن يسمى انقلاباً حقيقياً في ميدان المذهب والعقيدة في دولة الموحدين؛ فإنه كان يتشدد في تطبيق أحكام الشريعة على حقيقتها، وفي الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود حتى في أهله وعشيرته، وكان يذهب في ذلك إلى حدود بعيدة، حتى قيل أنه عاقب على شرب الخمر بالقتل، وكان يشدد في إلزام الناس بإقامة الصلوات الخمس، ويأمر بالمناداة عليها، ويعاقب على تركها.

وفي عهد المنصور بلغت دولة الموحدين أوجَها في العزّ والمنعة، فقد صد عدوان الإسبان عدة مرات كان آخرها عام 591 هـ في الموقعة التي هزم فيها ألفونسو الثامن هزيمة منكرة وعرفت بوقعة الأرك التي كانت تشبه موقعة الزلاقة. وبانتصاره في معركة الأرك استحق الخليفة يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن لقب المنصور.

وبعد أربعة سنوات في سنة 595/1199 توفي أبو يوسف يعقوب بن يوسف ين عبد المؤمن بمدينة سلا، وكان قد سار إليها من مراكش بعد أن بنى مدينة محاذية لها وسماها المهدية فسار إليها ليشاهدها فتوفي بها.