شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

5.1.7.4 - الملك أبو بكر بن أيوب (ميافارقين)

وفي خلال تجوّله في الجزيرة السورية مرّ الشيخ محي الدين في ميافارقين التي كانت تحت إمرة السلطان الملك العادل سيف الدين أبو بكر (596/1200-615/1218). ويبدو أنه كان له معه اختلاط مثل سلطان حلب الملك الظاهر كما رأينا.

وميافارقين هي مدينة آرامية من أهم مدن الجزيرة، تقع في الحوض الأعلى لنهر دجلة قرب آمد، وكانت أشهر مدن ديار بكر قبل الإسلام وبعده، واستمرت من أهم المراكز الحصينة حتى ما بعد القرن السابع الهجري. وهي تقع الآن في كردستان تركيا.

يروي الشيخ محي الدين في الباب الثامن وخمسين وخمسمائة في أثناء حديثه عن حضرات الأسماء الإلهية، ومنها حضرة البسط وهي للاسم الباسط، أنّ الله وفّق بعض الناس لوجود أفراح العباد على أيديهم، وأول درجة في ذلك من يضحك الناس بما يرضى الله أو بما لا رضا فيه ولا سخط وهو المباح. فيقول الشيخ محي الدين أن ذلك نعت إلهيّ لا يُشعر به وحتى إن الجاهل يهزأ به ولا يقيم وزنا لمن يضحك الناس، وهذا هو المسمى في العرف "مسخرة". ويذكّر الشيخ محي الدين أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد مازح العجوز والصغير وهو يباسطهم بذلك ويفرحهم.[676]

وبهذا الصدد يذكر الشيخ محي الدين أنه لم يرَ من الملوك من تحقق بهذا المقام مثل الملك العادل أبي بكر بن أيوب الذي كان يباسط صغار أولاده بحضور أمرائه والرسل عنده والشيخ محي الدين كان حاضر عنده بميافارقين. فيقول الشيخ محي الدين أنه رأى ملوكاً كثيراً ولم ير منهم مثل ما رآه من الملك العادل في هذا الباب، وكان يرى ذلك من جملة فضائله ويعظم به في عينه وشكره على ذلك. ويقول أيضاً أنه رأى من رفقه بالحريم وتفقّد أحوالهنّ وسؤاله إياهنّ ما لم ير لغيره من الملوك.[677]