شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

5.1.6.6 - المعارض للقرآن الكريم (الموصل، 601/1204)

وفي الموصل التقى الشيخ محي الدين بشخص كان يُعارض القرآن الكريم، أي يقول كلاماً من عنده ويدّعي أنّه مثل القرآن. ويقول الشيخ محي الدين في الباب الثالث وثلاثمائة في معرفة منزل العارف الجبرائيلي من الحضرة المحمدية أنه من هذا المنزل يُعرف من عارض القرآن من أين أتى عليه، فيبدو أنه على الرغم من أنه لا أحد يستطيع أن يبرّر مثل هذه الجريمة إلا أن معرفة السبب تزيل العجب، وكذلك معرفة السبب ومن أين يأتي مثل هؤلاء الناس بما يقولونه يمكن أن تقي ضعاف الإيمان من التصديق بهم، فإنهم ينظمون آياتٍ قد تشبه القرآن وربّما يغترّ بهم بعض الجهلاء إذا سمعوهم. فمثل هؤلاء الناس عندهم قوة خيال ويتخيلون أن لهم قدرة على رؤية الأرواح والجان، كما ذكرنا في الفصل الثالث عن جماعة في فاس، ولكن في الحقيقة هم لا يرون إلا أمثلة خيالية قامت في خيالهم لشدة سيطرته عليهم، فيحاورون هذه الصور ويعتقدون أنها أرواح تنبؤهم بعلوم وكشوف غيبية.

فيقول الشيخ محي الدين أنه التقى في الموصل بالمهذب ثابت بن عنتر الحلوي، الذي كان يعارض القرآن، سنة إحدى وستمائة، وسمعه يتلو بعضاً من السور التي أنشأها معارضة للقرآن الكريم، ويقول عنه أنه كان في مزاجه اختلال إلا أنّه كان من أزهد الناس وأشرفهم نفساً ومات في تلك السنة.[661]