شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

5.1.6.3 - مقام النبوة

ومن الموصل في هذه السنة سنة إحدى وستمائة كتب الشيخ الأكبر لأحد إخوانه يوضح له أن مقام النبوة هو مقام غير مكتسب وذلك بعكس ما يقوله بعض أهل الفكر والنظر. فقال شعرا:

ألا إن الرسالة برزخيه
إذا أعطت بنيته قواها
وإن الاختصاص بها منوط

ولا يحتاج صاحبها لنية
تلقتها بقوتها البنية
كما دلت عليه الأشعرية[657]

ويفرّق ابن العربي بين نبوة التشريع والنبوة العامة، حيث أن الأولى مقام يختص به الله من يشاء من عباده ويختارهم لكي يسنّوا الشرائع للبشر، وهذه قد انقطعت بعد النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم فلا نبي بعده ولا رسول، أما النبوة العامة فهي لا تنقطع، وهي نوع من الاستشراف على الغيب تشبه الرؤيا ولكنّها تكون في النوم وفي اليقظة.

وتعدّ آراء الشيخ محي الدين بخصوص النبوة أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت ابن تيمية ينتقده بشدة ويتهمه بالكفر حيث يقول الشيخ الأكبر أن دائرة الولاية أكبر من دائرة النبوة وأن مقام الولي أعلى من مقام النبي، ولكن ابن العربي يضيف أن كل نبيّ هو بالضرورة وليّ فهذا لا يعني أن الولي أعلى مقاماً من النبي ولكن النبي مقامه عند الله أعلى من كونه وليّ، الأمر الذي لم يستوعبه ابن تيمية مما أدّى به لانتقاد ابن العربي بحدة، كما سنتكلم عن ذلك بالتفصيل في الفصل السابع.