شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

5.1.1 - الأمر الإلهي بالنصيحة

كما كان الأمر في الأندلس حين كتب الشيخ الأكبر كتابه الشهير مواقع النجوم كما ذكرناه في الفصل الثالث بعد أن رأى الحق في المنام وهو يقول له "انصح عبادي" فكذلك كان الحال في مكة وكذلك لاحقا في دمشق حيث يذكر الشيخ في الباب الأحد والسبعين حينما كان يتحدّث عن قيام شهر رمضان أن الله سبحانه قد أمره على لسان نبيّه صلّى الله عليه وسلّم بالنصيحة لله ولرسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم خطاباً عاماًّ، كما ورد في الحديث (الدين النصيحة)،[640] ثم خاطبه على الخصوص من غير واسطة أكثر من مرّة بمكة وبدمشق فقال له "انصح عبادي" وذلك في رؤيا مبشّرة، ولذلك يقول إن الأمر قد تعيّن عليه أكثر مما تعيّن على غيره ويطلب من الله أن يجعل ذلك له عنايةً وتشريفاً لا ابتلاءً وتمحيصاً.[641]

ولعلّ ذلك كان سبباً رئيسياً في رحلاته الكثيرة التي سيقوم بها بين بلاد الشام والروم (تركيا) ومصر ومكة كما سنرى في هذا الفصل. لقد بدأ تلك ابن العربي هذه الرحلات برفقة صديق له تعرّف عليه في مكة هو الشيخ مجد الدين اسحق بن يوسف والد تلميذه المعروف صدر الدين القونوي حيث قصدوا إلى الشمال إلى الدولة السلجوقية التي كان يحكمها كيخسرو الأول والذي كان مجد الدين أحد معلمّيه وله عنده مكانة مرموقة.