شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

5.0 - العَصْر: سفره بين العراق وبلاد الروم وبلاد الشام ومصر ومكة المكرمة - 600/1203 - 620/1223

هذي المنازل والفؤادُ الساري
***
فيها بحُكمِ تصرُّف الأقدارِ
دارت به الأفلاكُ في فَسَحاتها
***
والكونُ في الأدوارِ بالأكوارِ
فإذا تحلُّ بمنزلٍ تهفو له
***
شوقاً إليه مطارحُ الأنوارِ
فيمدّها بالفيض في غسقِ الدُّجى
***
حتى يشمّرَ عسكرُ الأسحارِ
للانتقال من البسيطة قاصداً
***
جهة اليمين ومغربَ الأسرارِ
ويحلّ إدريسُ العليُّ ببوقه
***
في إثر ذاك العسكرِ الجرّارِ
يخفي على عين المشاهد نورَه
***
كالشمسِ تنفي سطوةَ الأقمارِ
فالزمهرير مع الأثير تحكّما
***
بالبردِ والتسخينِ في الأطوارِ[638]

ابن العربي (الديوان: ص 43) ... انظر التعليقات على هذه القصيدة في الفقرة [ref:commentsch15] في نهاية هذا الفصل.

بعد أن ملأ ابن العربي قلبه من نور الفتوحات المكية أراد أن يقرع أبواب المدن الشمالية، ويطوف قليلاً في البلاد ليختار في النهاية مكانا يستقرّ فيه. ففي نهاية سنة 600/1203 بدأ ابن العربي رحلته إلى شمال العراق مرورا ببغداد قاصدا الموصل ليخلع عليه الشيخ علي بن جامع خرقة الخضر، ثم ارتحل إلى مصر مرة أخرى في سنة 603/1206 ولكن لم تطِب له الإقامة فيها حيث قابله فقهاؤها بالاعتراض ودسّوا عليه لدى الأمير فعاد إلى مكة في سنة 604/1207 فأقام فيها مدة ثم بدأ رحلة جديدة نحو الشمال فكان في قونية سنة 607/1210 وزار العديد من المدن في تركيا وأرمينية وحرّان قبل أن يعود إلى بغداد للمرة الثالثة عام 608/1211. بعد ذلك رجع للمرة الثالثة إلى مكة المكرمة سنة 611/1214 ومنها غادر من جديد نحو الشمال إلى سيواس في عام 612/1215 إلى ملك الروم المسلم كيكاؤس الذي كرّمه أشد تكريم وكان يشاوره في كل أموره، ولكن الشيخ لم يقم عنده كثيرا فرجع مروراً بالعراق إلى حلب سنة 613/1217 فبقي فيها فترة قبل أن ينتقل بشكل نهائي إلى دمشق. وفي حلب كما في دمشق احتفى به الملوك الأيوبيون أشدّ حفاوة وكانوا لا يردّون له شفاعة.

وتمثّل هذه المرحلة حقبة مهمة من حياة ابن العربي مليئة بالنشاط والحركة الجسمية والروحية، فبالإضافة إلى رحلاته الكثيرة المتعددة والتي لم يَقم بمثلها من قبل في تاريخه الحافل بالسفر والترحال، فسيجتمع حوله في هذه المرحلة العديد من المريدين ويلتقي بالعديد من الشيوخ ويكتب العديد من الكتب المهمة التي قاربت الخمسين كتابا.[639]

5.1- الرحلة نحو الشمال، الدورة الأولى (601/1205-604/1208)

5.2- الرحلة نحو الشمال، الدورة الثانية (606/1209-608/1211)

5.3- الرحلة نحو الشمال، الدورة الثالثة (608/1211-611/1214)

5.4- الرحلة نحو الشمال، الدورة الرابعة (611/1114-620/1123)

5.5- تعليقات على القصيدة الافتتاحية