شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

1.5 - الفقهاء وعلم الكلام

واشتد إيثار أمير المسلمين لأهل الفقه والدين وكان لا يقطع أمراً في جميع مملكته دون مشاورة الفقهاء فكان إذا ولّى أحداً من قضاته كان فيما يعهد إليه ألا يقطع أمراً ولا يبتّ حكومة في صغير من الأمور ولا كبير إلا بمحضر أربعة من الفقهاء، فبلغ الفقهاء في أيامه مبلغاً عظيماً لم يبلغوا مثله في الصدر الأول من فتح الأندلس وعظم أمرهم فكثرت أموالهم واتسعت مكاسبهم ولم يكن يقرب من أمير المسلمين ويحظى عنده إلا من كان له علم جيّد في علم الفروع في مذهب مالك. وقرّر الفقهاء عند أمير المسلمين تقبيح علم الكلام وكراهة السلف له وهجْرهم من ظهر عليه شيء منه وأنه بدعة في الدين، فلما دخلت كتب أبي حامد الغزالي رحمه الله إلى المغرب أمر أمير المسلمين بإحراقها وتقدّم بالوعيد الشديد من سفك الدم واستئصال المال إلى من وُجد عنده شيء منها واشتد الأمر في ذلك. ولكنّ هذا الحال ما كان يروق للصوفيين الذي كانوا يدرّسون كتب أبي حامد لتلاميذهم كما سنرى بعد قليل.