شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

4.1.15 - نكاح النجوم والحروف (بجاية، شهر رمضان 597/1201)

وفي بجاية في هذه السنة رأى الشيخ الأكبر رؤيا عظيمة تدل على مدى العلم الذي سيمنحه له الله تعالى. فيقول في كتاب الباء أنه لما كان ببجاية في شهر رمضان سنة سبعة وتسعين وخمسمائة رأى ليلةً في المنام أنه نكح نجوم السماء كلَّها فما بقي نجم في السماء إلا نكحه بلذّة عظيمة روحانية، ثم لمّا أكمل نكاح النجوم، أعطي الحروف فنكحها كلَّها في حال إفرادها وتركيبها. ويقول إنه شُخّص له حرف فاء[535]الذي هو فاء الباء الظرفية فأُعطي فيها سرّاً إلهيّاً يدلُّ على شرفها وما أودع الله فيها من الجلال عندها.[536]

ثم يقول الشيخ محي الدين أنه عرض هذه الرؤيا بشكل غير مباشر على رجل عارف كان بصيراً بالرؤيا وتعبيرها وقال للذي عرضها عليه أن لا يذكره عند هذا الرجل. فلما ذكر المنام له استعظمه وقال: هذا هو البحر الذي لا يُدرَك قعرُه، صاحب هذه الرؤيا يُفتح له من العلوم العلويّة وعلوم الأسرار وخواصّ الكواكب والحروف ما لا يكون بيد أحدٍ من أهل زمانه. ثم سكت هذا الرجل ساعةً وقال إن كان صاحب هذه الرؤيا في المدينة فهو هذا الشاب الذي وصل إليها وذكر ابن العربي. فبهت صاحب الشيخ محي الدين الذي نقل الرؤيا وتعجّب، فقال له الرجل: ما هو إلا هو، فلا تخفي عني! فقال: نعم هو صاحب الرؤيا. فقال الرجل: ولا ينبغي أن يكون في هذا الزمان إلا له، فعسى أن تحملني إليه لأسلّم عليه. فقال: لا أفعل حتى أستأذنه. فلما استأذن الشيخ أمره ابن العربي أن لا يعود إليه، ثم سافر بعد ذلك بقليل ولم يجتمع به.[537]