شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

4.1.12 - الأمر الإلهي في الرؤيا وصاحبه محمد الحصّار (مراكش/فاس 597/1200)

وفي أثناء إقامته في مراكش رأى الشيخ الأكبر رؤية عظيمة ظهر له فيها العرش وأنواره ورأى الكنوز التي تحت العرش وخاصة كنز "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"[530]الذي هو على الحقيقة آدم عليه السلام. ورأى الكثير من الصالحين على شكل طيور تطير في فضاء العرش، وكان منهم محمد الحصّار الذي كان قد طلب من الله أن يحمله إلى المشرق وكان في مدينة فاس فذهب إليه الشيخ الأكبر وصحبه معه إلى مصر. يقول الشيخ الأكبر في الفتوحات المكية حينما كان يصف العرش:

واعلم أن هذا العرش قد جعل الله له قوائم نورانية لا أدري كم هي لكنّي أُشهدتها ونورها يشبه نور البرق ومع هذا فرأيت له ظلاً فيه من الراحة ما لا يقدّر قدرها، وذلك الظلّ ظلّ مقعّر هذا العرش يحجب نور المستوي الذي هو الرحمن. ورأيت الكنز الذي تحت العرش الذي خرجَت منه لفظة لا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم، فإذا الكنز آدم صلوات الله عليه. ورأيت تحته كنوزاً كثيرة أعرفها ورأيت طيوراً حسنة تطير في زواياه فرأيت فيها طائراً من أحسن الطيور فسلّم عليّ فأُلقى لي فيه أن آخذه صحبتي إلى بلاد الشرق وكنت بمدينة مراكش حين كشف لي عن هذا كلّه، فقلت ومن هو؟ قيل لي محمد الحصار بمدينة فاس سأل الله الرحلة إلى بلاد الشرق فخذه معك، فقلت السمع والطاعة. فقلت له وهو عين ذلك الطائر تكون صحبتي إن شاء الله. فلما جئت إلى مدينة فاس سألت عنه فجاءني فقلت له هل سألت الله في حاجة فقال نعم سألته أن يحملني إلى بلاد الشرق فقيل لي أن فلاناً يحملك وأنا أنتظرك من ذلك الزمان؛ فأخذته صحبتي سنة سبع وتسعين وخمسمائة وأوصلته إلى الديار المصرية ومات بها رحمه الله.[531]