شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

4.1.8 - علم مناسبة ترتيب آيات القرآن الكريم

وذكر الشيخ محي الدين أيضاً أن السبتي كان من الرجال القلائل الذين يعلمون المناسبة في ترتيب آيات القرآن الكريم (وليس فقط سوره). فقال في أثناء حديثه عن علم الذوق وكيف أنه في الحقيقة هو رؤية كلية ولكن الصوفي يقوم فقط بتفصيلها أثناء الكلام عنها أو كتابتها ومن أجل ذلك تجد كلام أهل الذوق مترابطا ومنتظما يدلّ جميعه على أصل واحد، وذلك بخلاف كلام المؤلفين الذين غالبا لا نعلم وجهتهم في كتبهم ولا إلى أين يريدون أن يحملوننا معهم، لأنهم أنفسهم ربما لا يعلمون وإن علموا فغالباً ما تخونهم العبارة وتشتتهم الأفكار، أما كلام أهل الذوق فهو تفصيل لأمر كلّي فيأتي مترابطاً بعضه ببعض لأنه عينٌ واحدةٌ والكلام تفصيلها. فبعض أهل الذوق يعرفون مناسبة آي القرآن وسبب مجيئها في نسق واحد وعلاقة بعضها ببعض ويعرفون الجامع بين الآيتين وإن كان بينهما بُعد ظاهر إذ لا بدّ من وجهٍ جامعٍ مناسبٍ بين الآيتين هو الذي أعطى أن تكون هذه الآية مناسبةٌ لما جاورها من الآيات لأنه نظمٌ إلهيّ. وقد كان الشيخ أبو العباس السبتي صاحب الصدقات من أصحاب الموازين يعلم المناسبة الجامعة بين آيات القرآن الكريم، كما يقول عنه الشيخ محي الدين.[522]وكما ذكرنا من قبل فإن علم المناسبة أصل في تكوين العالم كلّه.