شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

4.1.4 - أبو عبد الرحمن السلمي (أنجال، 597/1201)

ثم يقول ابن العربي أنه دخل هذا المقام في شهر محرّم سنة سبع وتسعين وخمسمائة وهو مسافر بمنزل أبحيسل ببلاد المغرب، فتاه به فرحاً ولم يجد فيه أحداً فاستوحش من الوحدة. ثم رحل عن أبجيسل فلقي رجلاً من الرجال ببلدة قربها تسمى أنجال فصلى العصر في الجامع فجاء الأمير أبو يحيى بن واجتن، وكان صديقه، وفرح به وسأله أن ينزل عنده فأبى، ونزل عند كاتبه وكانت بينهما مؤانسة. فشكى الشيخ محي الدين إليه ما هو فيه من انفراده بهذا المقام رغم سروره به فبينما هو يؤانسنه، يقول الشيخ محي الدين أنه لاح له ظل شخص، فنهض من فراشه إليه عسى أن يجد عنده فرجاً، فعانقه، فتأمله، فإذا به أبو عبد الرحمن السلمي (توفي 421/1030)، وهو مؤلف كتاب "طبقات الأولياء" الشهير. يقول الشيخ محي الدين أنه قد تجسدت له روحه وبعثه الله إليه رحمة به. فقال له الشيخ محي الدين: أراك في هذا المقام (أي مقام القربة)؟ فقال: فيه قُبضت وعليه مُتُّ، فأنا فيه لا أبرح. فذكر له الشيخ محي الدين وحشته فيه وعدم الأنيس، فقال له: الغريب مستوحش! وبعد أن سبقت لك العناية الإلهية بالحصول في هذا المقام فاحمد الله، ولمن يا أخي يحصل هذا ألا ترضى أن يكون الخضر صاحبك في هذا المقام!

ثم جرى بينهما حديث طويل ذكره الشيخ محي الدين في الباب الواحد والستين ومائة، وفي كتاب القربة.[518]