شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

0.1 - تقديم فضيلة الشيخ رمضان صبحي ديب الدمشقي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله المتفضّل على عباده بجزيل عطائه، غامر القلوب بمنّته وإحسانه، لا يحدّه حدٌّ، ولا يصل إلى كُنه صفاته عدّ؛ إنّه الله الواحد الأحد، المتفرّد بملكوته، تتسامى القلوب في مراقي محبّته، وتتنافس العقول في مراتب معرفته، وتفنى الأجساد في ظلّ طاعته وعبادته...

والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد النبيّ الأميّ الذي اصطفاه الله سبحانه وتعالى إماماً للمتقين ورحمة للعالمين، وقائداً للغرّ المحجّلين.

أمّا بعد:

فقد طلب مني الأخ الفاضل الدكتور محمّد علي حاج يوسف أن أقدّم لكتابه (شمس المغرب) المتعلّق بسيرة الشيخ محي الدين ابن العربي ومذهبه، فوجدته قد بذل جهداً كبيراً في جمع المعلومات الهامة عن حياة ومذهب هذا الشيخ، ووضعها بين يدي القارئ سهلة المنال أمام من يحتاج إليها ويستفيد منها، خصوصاً وأنّ الخوض في مثل هذا الموضوع شائقٌ وشائكٌ بنفس الوقت، وفيه خلاف بين ذوي الآراء: فمن مؤيّدٍ، ومن معارضٍ، ومن مصدّقٍ، ومن منكرٍ بل بين معدِّلٍ ومكفِّرٍ.

استطاع المؤلّف وفّقه الله أن يتخلّص من هذه المعضلة بأسلوبه الموضوعي العلمي، البعيد عن التطرّف أو التعصّب؛ فقد راح يسرد حياة الشيخ ومذهبه دون أيّ تعليق شخصي ينمّ عن رأيٍ خاص، بل غالباً ما يترك التدخّل والتعليق على ما يذكر من الروايات التي هي غالباً واضحة السند، أو على الأقل واضحة المصدر الذي أخذ منه الرواية.

إن معرفة شخصية كشخصية الشيخ محي الدين ابن العربي فيها خدمة جليلة للمسلمين بما فيهم مؤيّدهم ومعارضهم، فالمسلم جدير أن يتعرّف على الشيء قبل أن يحكم عليه أو قبل أن يسمع حكم الآخرين، فيصفّق لما يقولون دون أن يعرف كُنه الحقيقة، ودون أن يبحث ويتمحّص.

 وفي النهاية يجب أن يكون له رأي مبنيّ على محاكمة سليمة للأمور... يأخذ المفيد فينتفع به ويدع الغثّ جانباً.

إننا اليوم بحاجة للنظر إلى الأشياء بعين الجدّيّة، ومحاكمة الأمور بعين الموضوعية، بعيداً عن التعصّب والتطرّف، فما وجدناه يوافق القرآن والحديث اتّبعناه، وما وجدناه يعارضهما أبعدناه.

ولنعد إلى الحديث القائل: [إِنَّ هَذَا العِلْمَ دِينٌ. فَانْظُرُوا عَمّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ.] (أخرجه مسلم).

رحم الله مشايخنا، وجزى الله الأخ المؤلف خير الجزاء عنّا وعن المسلمين، ووفقه الله لمزيد العمل والعطاء، إنه سميع مجيب.

الشيخ رمضان صبحي ديب

المدرس الديني الأول في

مجمع الشيخ أحمد كفتارو

دمشق - سورية

Sunday, March 31, 2019