شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

3.2.12 - الشيخ أبو يعزى والورث الموسوي

لقد تكلمنا في الفصل السابق عند الحديث عن المقام العيسوي عن معنى وراثة الأنبياء عليهم السلام، وقلنا أن من الأولياء من يكون عيسويا ومنهم من يكون موسويا ومنهم من يكون محمديا، وقد يرتقون في هذه المقامات كالشيخ محي الدين رضي الله عنه الذي بدأ بالمقام العيسوي وارتقى إلى مقامات أخرى حتى كمل له الورث المحمدي في مكة المكرّمة، كما سنذكر أيضاً في الفصل الرابع.

فيقول الشيخ محي الدين أن الشيخ أبا يعزى كان من الوراثين الموسويين، وكان له كرامات كثيرة ومشهورة في المغرب، كان من المعاصرين للشيخ الأكبر ولكنه لم يستطع أن يقابله لشغله في ذلك الوقت.

والشيخ أبو يعزى هو يلنور بن ميمون بن عبد الله الدكالي الهزميري ولد سنة 438/1047 وتوفي سنة 572/1177، عن عمر يناهز 130 سنة، سكن في فاس مدة ثم خرج إلى بلاد مغراوة واستقر بها بقرية تاغيا، وبها توفي رحمه الله.[345]

ثم يضيف الشيخ الأكبر فيقول إن موسى عليه السلام لما جاء من عند ربّه من جبل الطور بعد أن كلّمه الله تكليما، كساه الله نوراً على وجهه يُعرف به صدق ما ادعاه، فما رآه أحدٌ إلا عمي من شدة نوره، فكان يتبرقع حتى لا يتأذّى الناظر إلى وجهه عند رؤيته. ثم يضيف ابن العربي:

وكان شيخنا أبو يعزى بالمغرب موسويّ الورث فأعطاه الله هذه الكرامة، فكان ما يرى أحدٌ وجهه إلا عمي فيمسح الرائي إليه وجهه بثوب مما هو عليه فيردّ الله عليه بصره. وممن رآه فعمِي شيخنا أبو مدين رحمة الله تعالى عليهما، حين رحل إليه فمسح عينيه بالثوب الذي على أبي يعزى فردّ الله عليه بصره. [346]