شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

3.2.8 - خلاف بسيط

ولكن هذا لا يمنع أن يختلف ابن العربي مع شيخه في بعض الأمور نظرا لاختلاف المشهد، فقال مثلا في حكم تأمين الإمام إذا فرغ من قراءة الفاتحة، هل يقول آمين أم لا يقولها؟ فيجيب أن العلماء اختلفوا في ذلك فمن قائل يؤمّن ومن قائل لا يؤمن. ثم يقول إن اعتبار ذلك في الباطن هو:

إنْ جعلَ الإنسان نفسه أجنبية عنه فإنه يخاطبها مخاطبة الأجنبي. يقول الله تعالى: [b]((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ))[/b] [ق:16] وهذا يجده كل إنسان ذوقا تقتضيه نشأته. ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول للإنسان المكلف: "إن لنفسك عليك حقا" فأضاف النفس إليه والشيء لا يضاف إلى ذاته فجعل النفس غير الإنسان وأوجب لها عليه حقا تطلبه منه. فإن كان هو التالي فلا بد لنفسه عند فراغ الفاتحة آمين وإن كانت النفس التالية فلا بد أن يقول هو آمين والإنسان واحد العين كثير بالقوى ويؤيده قوله: ﴿فمنهم ظالم لنفسه﴾ و"بادرني عبدي بنفسه" في القاتل نفسه. فمن كان هذا مشهده قال يؤمن الإمام والمنفرد. ومن رأى أن الإمام عين واحدة أو يرى أنه قال بربه في قوله: "بي يسمع وبي يبصر وبي يتكلم"، وقد كان الشيخ أبو مدين ببجاية يقول لا يؤمن الإمام. والتأمين أولى بكل وجه فإن المكلف مأمور إذا دعا أن يبدأ بنفسه وقوله آمين دعاء يقول "اللهم أمّنّا بالخير وبما قصدناك فيه" والإنسان بحكم حاله ومشهده وفي الحديث الثابت: "إذا أمّن الإمام فأمّنوا".[338]