شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

3.2.1 - من هو أبو مدين الغوث؟

وأَبُو مَدْيَن التِلِمْسَاني (514/1120-589/1193) هو شعيب بن الحسن الأندلسي التلمساني، صوفي شهير أصله من الأندلس، من حصن منتوجب قرب إشبيلية. أقام بفاس وسكن بجاية، وكثر أتباعه حتى خافه السلطان يعقوب المنصور. وقد أخذ الشيخ أبو مدين علومه وتربيته عن الشيخ الفقيه الصالح أبي الحسن علي بن حرزهم (توفي 559/1164).[313] ذكره أبو عبد الله الأبّار، وقال: كان من أهل العمل والاجتهاد، منقطع القرين في العبادة والنُّسك، وقال أيضاً: وتوفي بتلمسان في نحو التسعين وخمسمائة، وكان آخر كلامه: اللهُ الحيّ، ثم فاضت نفسه.[314]وكذلك ذكره الشعراني في "الطبقات" وروى عنه بعض القصص والأحوال.[315]

لقد اختلف المؤرخون في تاريخ وفاة أبي مدين؛ فمنهم من قال إنه "توفي بتلمسان وقد قارب الثمانين أو تجاوزها"،[316](مما يعني أنه توفي بعد 594، وهذا غير صحيح) ومنهم من قال "توفي الشيخ أبو مدين سنة 594 ودفن بعبّاد تلمسان"،[317]وقال ابن الملقن في طبقات الأولياء إنه توفي سنة 593، وأنه ولد سنة 514.[318]ولكن الشيخ محي الدين ابن العربي رضي الله عنه قد أرّخ وفاته سنة 589 بشكل صريح (ولكن غير مباشر) وذلك في عنوان الباب السادس والخمسين وخمسمائة "في معرفة حال قطب كان منزله ((تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)) [الملك - 1]، وهو من أشياخنا درج سنة تسع وثمانين وخمسمائة رحمه الله"، ثم قال إن هذا الذكر كان لشيخه أبي مدين،[319]ويذكر ابن العربي كثيرا أن شيخه أبا مدين كان أحد الإمامين الذين يكون ذكرهم عادة هذه الآية من سورة تبارك.

وهذا قد يفسّر بشكل أفضل سبب عدم لقاء الشيخ محي الدين بشيخه أبي مدين عندما ذهب إلى تونس سنة 589/590،[320]بل ربّما يعني أن قد شرع بالسفر رغبة في لقائه قبل أن يموت ولكن الله لم يقدّر ذلك.