شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

3.1.9 - رؤيته للنبي صلّى الله عليه وسلّم في المنام (تلمسان، 590/1194)

ولقد ذكرنا في أول هذا الفصل أعلاه أن الشيخ محي الدين يعتبر أن الشيخ أبا مدين شيخه رغم أنه لم يرَه في الواقع، ولكنه يحبه كثيرا ويعتقد فيه لدرجة أنه كان يبغض من يبغضه. فعندما كان الشيخ في تلمسان سنة تسعين وخمسمائة، تعرّف على رجل من أهل الله اسمه عبد الله الطرطوسي، فدار بينهما حديث عن الشيخ أبي مدين فعلم الشيخ ابن العربي أن الطرطوسي يبغض الشيخ أبا مدين فبغضه لذلك، ولكنه في نفس الليلة رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المنام فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لِم تكره فلاناً؟ فقال: لبُغضه في أبي مدين. فقال له: أليس يحبُّ الله ويحبُّني؟ فقال له: بلى يا رسول الله، إنه يحبُّ الله ويحبُّك. فقال له: فلِم بغضته لبغضه أبا مدين وما أحببته لحبِّه الله ورسوله؟ فقال له: يا رسول الله من الآن، إني والله زللتُ وغفلتُ والآن فأنا تائب وهو من أحبِّ الناس إليّ، فلقد نبّهتَ ونصحتَ صلّى اللهُ عليك.

فلما استيقظ الشيخ ركب دابته وجاء إلى منزل عبد الله وأخذ له هدية وأخبره بما جرى، فبكى عبد الله الطرسوسي وقبِل الهدية وأخذ الرؤيا تنبيهاً من الله فزال عن نفسه كراهته في أبي مدين وأحبّه. وذكر للشيخ الأكبر أن سبب كراهته في أبي مدين أنه قسم مرة الأضحيات على أصحابه وما أعطاه منها شيئاً.[307]