شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

2.4 - التربية الروحية وشيوخه المربين

لقد رأينا أعلاه أن الطريق الطبيعي للتصوف هو مجاهدة النفس وترويضها وتربيتها على أيدي الشيوخ المرشدين المختصين بذلك. وهذه المجاهدة والرياضة أمرٌ صعبٌ وطويلٌ قد يستغرق سنواتٍ طوالا ويستدعي الكثير من الصبر على الجوع والزهد والسهر حتى تموت النفس وتضمحل فيها صفة الربوبية وتبقى صفة العبودية والفقر لله تعالى، عندئذ تصبح النفس مستعدة لتلقي التجليات الإلهية وتنفتح عين بصيرتها إلى عالم الغيب وهو المعبّر عنه بالفتح. وعلى الرغم من أن توبة الشيخ الأكبر الحقيقية كانت على يد عيسى بن مريم عليه السلام الذي يقول عنه: "وهو شيخنا الأول الذي رجعنا على يديه وله بنا عناية عظيمة لا يغفل عنا ساعة واحدة"،[183]وعلى الرغم من أن الفتح قد حصل له في مدة وجيزة عن طريق الجذبة ولم يحتج إلى رياضة وسلوك طويل، ولكنه كان لا بد من المواظبة على التربية الروحية على يد شيوخ زمانه حتى يصقل مواهبه ويهيّئ نفسه لبلوغ الدرجات الرفيعة التي كانت تنتظره. وذلك لأنه كما رأينا أعلاه: "فإن الإنسان إذا تقدم فتحُه قبل رياضته فلن يجيء منه رجل أبداً إلا في حكم النادر."[184]

من أجل ذلك بدأ الشيخ محي الدين رضي الله عنه يسعى وراء الشيوخ المرشدين، فالتزم مع شيخين كبيرين من علماء إشبيلية هما أبو العباس العريبي وأبو عمران الميرتلي، بالإضافة إلى الشيخ أبي يوسف الكومي كما ذكرنا من قبل، وكان كلّما سمع عن شيخ معروف في طريق الله يسافر إليه حتى يستفيد منه ويتعلّم على يديه.

2.4.1- ترويض النفس

2.4.2- الشيخ الإمام أبو يعقوب يوسف بن يخلف الكومي

2.4.3- الشيخ المربي أبو العباس العريبي (إشبيلية، بعد 580/1184)

2.4.4- الشيخ المربي أبو عمران موسى الميرتلي

2.4.5- الشيخ صالح العدوي البربري